عندما يسأل المذيع معتز الدمرداش عن دور “ماما نونا” أو والدته الفنانة كريمة مختار في حياته الخاصة بعيدا عن التمثيل، فإنه سرعان ما ترتسم على وجهه علامات الخجل ويبدو وكأنه طفل في سنوات عمره الأولى، وهو يعترف بتدخلها في حياته بشكل إيجابي، كما يقول في حوارنا هذا معه عن دور أمه في حياته.عندما بدأت العمل في التلفزيون شعرت والدتي بأنني أمتلك مقومات تؤهلني لأن أصبح شخصية مغرورة، لذلك كانت حريصة على ضبط سلوكي وأدائي داخل المجتمع، وأخبرتني بأن الغرور يأخذ صاحبه إلى الهاوية، ووجهتني إلى التواضع وقبول الآخر بغض النظر عن عقيدته وأفكاره.
لكن ما تقوله يتناقض مع حالة التوتر التي صاحبت علاقتكما؟
نحن ناس طبيعيون مثل أي أسرة ومن الطبيعي أن تغضب مني والدتي وتختلف معي في الآراء، وربما ترفض حماستي الشديدة في ردي عليها، ولكن هذا الغضب لا يتعدى نصف الساعة، ولابد أن يحدث تصافح في نفس اليوم، فأنا مدين لها بالفضل في صناعة شخصيتي، ويكفي أنها دائما ما ترفع رأسي في أي مكان أتواجد فيه، حتى عندما أسافر إلى أوروبا وأمريكا، يسألني كل من يقابلني من الجاليات العربية عنها وهي تمثل لي الثروة الحقيقية لأنني أفتخر بأنني ابنها.
وهل تتدخل في خياراتك المهنية؟
كريمة مختار تنتمي لجيل يؤمن بالقيم والمثل العليا، لذلك فهي طلبت مني أن أستمر مع “المحور”، موضحة أن ما نعرفه أفضل من الذي لا نعرفه، فهي تبحث عن استقراري بعيدا عن أي مزايدات. تعثرت مهنيا وأسريا وتجاوزت ذلك بفضل دعاء والدتي حيث كانت دائما هي كلمة السر في تجاوزي للأزمات.
لماذا لم تأخذك أمك إلى عالم التمثيل؟
لقد درست الصحافة والإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد التخرج عملت في إذاعة صوت أمريكا والتلفزيون البريطاني، وحققت نجاحات كبيرة في فترة وجيزة، ولم أسر على درب والدتي التي اقتنعت بحبي للإعلام، ورفضت أن تفرضني على الوسط الفني، رغم أنني تربيت في البلاتوهات أمام كاميرات السينما والتلفزيون وتشكل وجداني الإنساني.
يقال إن الغربة وحياتك في الخارج أسهما في فتور علاقتك بوالدتك فما ردك؟
والدتي لم تتخل عني حتى إنها كانت حريصة على زيارتي في أمريكا باستمرار، وعاشت معي هناك لفترة عندما كنت أعمل كمراسل دولي في صوت أمريكا، وعندما انتقلت إلى انجلترا للعمل في “ام بي سي” كانت والدتي حريصة على التواجد بجواري من خلال الزيارات المتكررة والاتصالات التلفونية.
وما رأي والدتك بخطوبتك الأخيرة؟
حاسة والدتي السادسة كانت سببا في خطوبتي الحالية لمها القباني الفتاة المصرية اللبنانية، فمنذ أن تعرفت عليها والدتي أثناء عرض مسلسل “يتربى في عزو” وهي تشعر في قرارة نفسها بأن سعادة ابنها ستتحقق معها، وهذا ما تأكد لها بعد أن توطدت علاقتهما،فهي معجبة بثقافتها وذكائها، كما أنها متحمسة لتأثيرها الواضح في حياتي من خلال “اللوك” الجديد الذي ظهرت به مؤخرا وفقدت فيه كيلوجرامات كثيرة من وزني.
إذا أردت أن توجه كلمة لأمك في عيد الأم الآن ماذا تقول لها؟
ربنا يكثر من أمثالك في الدنيا، ولو كنت فعلت أي شيء ضايقك سامحيني، لأنني أندم كثيرا على زعلك، وأتمنى من الله أن يسعدك مثلما أسعدتني وأدخلت الفرحة في قلوب جماهيرك